عادت الحياة إلى طبيعتها و عاد كل مننا إلى شأنه لم يتغير أي شيء لكننا تغيرنا!في خلال الشهور القليلة الماضية مرت مصر بأحداث تاريخية و يبقى كل مننا خائف من القادم!تواجه مصر تحديات خطيرة,الإنفلات الأمني الذي يعاني منه كل مصري فلم يعد أي مننا يشعر بالأمان و أصبح النزول إلى الشارع أمر يتطلب استعدادات خاصة فتنة طائفية تشبه الجمر الذي يبدو منطفئا و لكن النار ما زالت تسكنه!الثورة المضادة التي ما زلنا نعيش تحت وطأة الخوف منها ففلول الحزب الوطني و أمن الدولة لن يتركوا الشعب المصري يعيش في سلام,الأموال الطائلة التي نهبها النظام على مر السنين فإذا عادت سددت نصف ديون مصر إن لم تكن كلها,هذا إلى جانب المشهد التاريخي الذي راينا فيه الحكومة كلها وراء القضبان و غيرها من الأحداث المتواترة التي لا تسعها مقالة واحدة بل و لا تسعها أي ذاكرة مؤقتة!كل هذه أمور أصبحت جزء من يوم المواطن المصري يعيش معها و بداخلها حتى أصبح يخاف من القادم يخاف من الغد ومن المستقبل!هذا الخوف و القلق و الظلام و التشائم!لقد فقد معظمنا روح الثورة و روح ميدان التحرير و الأخطر من ذلك أنه في مصر فئة لم تصلها روح التحرير و لا يعرفوا حتى الآن كيف كان مجتمع التحرير!و هذه الفئة مهملة من المثقفين و الناشطين و الإعلام!هذه الفئة تعيش في المحافظات و الأرياف!نرى في الإعلام أن مصر بتتغير و إحنا كمان و إعلانات و مناظرات و حوارات لشخصيات عامة لكن لم يخطر لأحد أن هناك فئة لا تهتم بالكلام و لا تأبه بكل هذا و هناك من لا يريد أن يتغير من الأساس!فما زالت القمامة تملأ الشوارع و الرشوة في معظم المصالح الحكومية و المعاكسة في الشوارع و المحسوبية!ما زال النظام القديم قائما في بقاع عديدة في مصر!هذا إلى جانب أنه كلما حدثت مصيبة تسمع المقولة المشهورة "أدي الي خدناه من الثورة" هناك من يتلكك لكي يلصق أي كارثة بالثورة في نظره الثورة لا يأتي منها أي شيء جيد بل المصائب فقط!و الطامة الكبرى أن عدم الإحترام و مخالفة القانون و البلطجة أصبحت تنسب إلى الثورة!مع أن هؤلاء لم يشاركوا في مظاهرة واحدة في حياتهم!من بات في ميدان التحرير 18 يوم تغير جذريا بل من وطأت قدمه ميدان التحرير مرة واحدة تغير و تشيع بأخلاق التحرير و لا يمكن أن تأتي منهم المصائب!كل هذا إلى جانب أنه لا زال بيننا من يدين بالولاء للنظام و يجب أن نجد طريقة للتعامل معهم لأنهم خطر دائم علي الثورة فهم يبثون سمومهم في الأوقات الحرجة!في رأي أسوأ ما قد يحدث للثورة ليس أن تلبس ثوب الدين و لا أن تركبها تيارات سياسية و لا أن تمزقها الفتنة الطائفية و الثورة المضادة و لا أن نواجه نكسة إقتصادية أو أن تضيع علينا أموالنا المنهوبة فكل هذه المصائب عندي إيمان كامل على قدرة الشعب المصري العظيم على مواجهتها و الإنتصار عليها!و لكن الأخطر و الأبشع هو أن لا يتغير المصريين و أن نعيش في الظلام و تأخذنا دوامة الحياة و نلتهي بالأحداث اليومية و ننسى 25 يناير!ننسى لماذا ثرنا!نحن لم نثر لكي نسقط نظام فحسب بل لنسقط الفساد و لننهض بمصر!لم نثر لنخلع رئيس و نأتي بغيره بل لنؤسس مجتمع ديموقراطي يعيش كل مننا فيه بكرامة و حرية متمتعا بحقوقه الكاملة كإنسان محترما القانون و متقيدا به خائفا على مصلحة بلده دائما!لم نثر لأجل البطالة و الطبقية و المحسوبية فحسب بل لنجعل مصر دولة خالية من كل مظاهر الفساد,دولة يأخذ كل مننا فيها حقه تالت و متلت!و هذا النموذج ليس صعب التحقيق فقد رأيناه بأعيننا في ميدان التحرير!مصر التي في خاطر كل مننا كانت في ميدان التحرير!المصري الأصيل رأيناه في ميدان التحرير رأينا السلفي و الإخواني و العلماني و الليبرالي و المسيحي و المنقبة و العجوز و الشاب و الغني و الفقير و السياسي و المفكر و العامل و الفلاح كل هؤلاء تجمعوا و اتحدوا و تعايشوا و تآخوا و التحموا فلم يفرقهم المولوتوف و الجمال و لم يفرقهم مخلوق كلهم خرجوا لأجل عيون الغالية التي تسكن قلوبنا فاكرين؟إذا أردنا أن نصل بمصر إلى ما نتمناه يجب أن تعم روح و نقاء و مباديء و قيم ميدان التحرير كل محافظة من محافظات مصر شبر شبر دار دار زنجة زنجة!يجب أن يتشبع كل مصري بروح الثورة!علينا أن نتفائل و نحلم و نعمل و نسعى و نملأ حياتنا إيجابية و أن نحب مصر من كل قلبنا ز أن نعاهد نفسنا أن نغير مصر فأسوأ ما قد يحدث لمصر أن يتغير كل شيء و لا يتغير شعبها!مصر الآن كالطفل الذي يتعلم أول خطوات المشي قد يتعثر و قد يقع و لكن في النهاية سيمشي ثم يجري و لكن كيف لمصر أن تمشي في الظلام؟!ظلام اليأس و الخوف و السلبية و التجمد و اللا مبالاة و الجهل و الطائفية و الإختلاف فلو سمحت ولع النور!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق