أغمضت عيني لدقائق وتخيلت مصر بعد عدة سنوات فرأيت رأسي يملأه الشيب و أحكي لأحفادي كيف كانت مصر قبل 25 يناير و كيف أصبحت.أقول لهم كيف كان الفساد يغطي مصر و يكسوها بالسواد وأن الشعب كانوا أموات أحياء وكيف لم نكن نرى لمصر غد بل كنا ندعو الله أن يلطف بنا إذا ما جاء هذا الغد.ثم أحكي لهم كيف خرج شباب جيلي وغيروا كل هذا وكيف تحول ميدان التحرير إلى دولة من الأمل و القيم وكيف كان الناس يتغيرون بمجرد دخولهم فيحولوا هذا الميدان إلى مدينة فاضلة.ثم أقول لهم وبكل فخر كيف أن هذا المستقبل المشرق الذي يعيشون فيه هو ثمرة روتها دماء الشهداء الذين دفعوا أرواحهم مهرا غاليا لنهضة مصر.وكيف أصبحت مصر من الدول المتقدمة و حققت نجاح استثنائي أبهر العالم فإقتصادها في نمو مستمر و المنتجات الوطنية غزت الأسواق العالمية وكيف ساهم ذلك في القضاء على البطالة. و أحكي لهم أن المدينة الخضراء الجميلة التي يعيشون فيها كانت صحراء فحولها ممر التنمية الذي شارك فيه الشعب المصري كله .و مصر التي أصبحت رائدة في البحث العلمي تصدر النوابغ إلى كل أنحاء العالم وكيف عاد العلماء المصريين من الخارج و شاركوا في تطوير التعليم.فتحت عيني و نظرت حولي و ارتسمت البسمة على شفتي و تخلل إلى نفسي إحساس أن مصر التي في خاطري بإذن الله ستكون حقيقة.فإذا أغمض كل مصري عينيه و حلم بمصر جميلة تبدأ من خاطره و عاش لتحقيق هذا الحلم و جعله وقود يدفعه إلى الأمام في تحصيل العلم,و العمل,و مكافحة الفساد,و إشاعة الخير و الشرف و النزاهة و عاهد كل منا نفسه على تحويل الحلم إلى واقع نعيش فيه و سوف نصل إلى ذلك في أقرب وقت.وأوجه رسالة إلى كل مصري ليس بيننا مكان لمتقاعس أو متشاؤم أو منافق أو إنتهازي أو فاسد فإن كنت منهم فلتغير من نفسك أو تترك مصرنا لأحلامنا.فليحفظ الله مصر و يحقق أحلامنا لها.
إنجي صلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق